روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | الإلتزام التام أو الإنفصال الزؤام!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > الإلتزام التام أو الإنفصال الزؤام!


  الإلتزام التام أو الإنفصال الزؤام!
     عدد مرات المشاهدة: 3715        عدد مرات الإرسال: 0

¤ الاستشارة:

انا واخواتي فتيات ملتزمات على قدر كبير من الجمال والادب الكل يحبنا ويحترمنا لاننا التزمنا منذ صغرنا لانشاهد التلفاز ولانسمع الغناء ولانحضر الافراح غير الاسلاميه تقدم لخطبتنا ابناء عمي وكانوا اكبر منا منذ المرحله الثانويه وتم رفضهم لانهم غير ملتزمين وحاولوا أكثر من مره ولكن نرفضهم ثم تزوجوا.

وتقدم غيرهم وتم رفضهم لنفس السبب ولكن بعد التخرج من الجامعه ولانه لم يحضر اشخاص ملتزمين صار ابي يوافق على من تقدم حتى لو لم يكن ملتزم كما نريد المهم يصلي ويصوم ولكن اذا شرطنا عليهم مثل العمل يرفضون ولا يتم الموضوع ثم ياتي اخر ونشرط ان يكون الفرح اسلامي فيرفض وينتهي الموضوع وهكذا اكثر من موضوع لايتم لاسباب تافهه حتى ان الناس صاروا يقولون ان ابي لا يريد ان يزوجنا وطبعاً هذا الكلام غير صحيح ولكن النصيب لم ياتي.

ثم عاد ابناء عمي وهم اصغر منا -لان اخوتهم الكبارقد تزوجوا- لخطبتنا اكثر من مره ويتم رفضهم لنفس السبب وهم مصرون وعادوا هذه المره وخطبوني انا واختي الاكبر مني -علما بان عمر اختي الان29 وعمري 27 وهم اصغرمنا انا واختي بسنتين- ووافق عليهم ابي وقال ان الملتزمين اللذين تريدونهم لن يأتوا وهم يصلون ويصومون وبعد الزواج قد يلتزموا والله يهديهم واستخرنا الله ومازلنا نستخير وندعوا الله وسالنا عنهم وقالوا الناس انهم يحافظوا على الصلاة ولكن قد يسهروا الى الفجر ويناموا ويذهب وقت الصلاة ويصلوا عندما يستيقضوا وسالنا عنهم في العمل وقالوا انهم اول من يذهب للصلاة وملتزمين بالعمل والحضور المبكر

وتمت الموافقه وتم اعلان الموضوع وتحدد موعد الزواج وإستمرينا في السوال عنهم وقالت لنا احدى جاراتهم ان ابن عمي خطيب إختي يستعمل الشمه وهي ماده لها تاثير مثل الدخان وانه قد عرض على الخادمه مبلغ من المال مقابل الفاحشه والعياذ بالله ونحن الان محتارون هل نتم الموضوع ام لا لاننا لم نستطيع إثبات التهمه.

وهناك سبب اخر انهم على الرغم من اصرارهم السابق على الزواج منا لدرجة اننا نرفضهم ثم يعودون ويلحون على ابي ان يوافق ويتوسطون بالناس ان يكلموا امي وابي ويرجونهم حتى يوافقوا خطبونا لإبنهم الاكبر ولم نوافق وتزوج ثم خطبونا للثاني ولم نوافق ثم تزوج ثم خطبونا منذ عام 1423 للثالث والرابع ورفضنا وهكذا كل عام حتى عام 1426 خطبوني انا واختي ووافق ابي وبعد الموافقه تغيرت المعامله بعد الاهتمام والزيارات تغير كل شي لم يعدوا يتصلوا او يزورونا مثل السابق لدرجة ان ابي مرض لم يزوروه او يتصلوا ليطمنؤا عليه واصبحت معاملتهم لابي غير جيده نوعا ما على عكس ما سبق ولدرجة انهم مضى على وقت الخطبه اكثر من سنه وهم لم يحضروا المهر مع انه قرب موعد الزواج.

فنحن لا نعلم هل نتم هذا الزواج ام لا نخاف ان نوافق ويكون ما قد قيل صحيح وتستمر المعامله السئه ونخاف ان نرفض ويكون هذا تأكيد لكلام الناس ان ابي لايريد تزويجنا فنحن في حيره افيدونا عاجلا جزاكم الله خيراً.

رد المستشار: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل.

إبنتي الكريمة: أحس بأن قدراً من مشاعر الخوف والتوجس والإضطراب تلف نفسك، أساسها التردد، ولا أدري هل سقى أشجار ذلك الخوف ماء التعامل الأسري، أم غذاها ماء الخوف من المستقبل وتأخر الزواج؟! ولعل ما يجسد ذلك التردد قولك: ومازلنا نستخير، تقولين هذا، وتقولين بعده: مع انه قرب موعد الزواج!!

إبنتي الكريمة: إن ما يؤكد لي وجود ذلك التوجس والإضطراب، الذي زرع شجرة التردد، هو قولك: وهكذا أكثر من موضوع لا يتم لأسباب تافهة!!

إنك في الوقت الذي فيه تتوقين للزواج، كجانب نفسي فطري، وربما أيضاً هرباً من نظرات الفضول، التي تبدو لك مرتسمة، على وجوه من تقابلينهن، في ذات الوقت كأنما يلفك الخوف حين يصل قطاره إليك، فكأنما -وقتها- تبحثين عن عذر لتأجيل الرحلة!. وهو أمر تعترفين به، كما في عبارتك السابقة، ولا أظن فتاة في مثل عقلك وسنك ستوقف مُضِيِّ قطار زواجها أو توقّفه، على كون الزواج إسلامياً! لولا بذرة التردد، المغروسة في نفسك!. ولاحظي أن شروطك على الزوج المتقدم، كأنما كانت تتقصد إفشال المشروع، فمرة يكون الشرط معقولاً إلى حدٍّ ما، كإشتراط العمل، ومرة يكون الشرط تافهاً، كإشتراط كون الزواج إسلامياً، وكأنك كنت تفردين سبحة الشروط بحثاً عن شرط لا يقبل الخاطب به!!

إبنتي الكريمة: إن التأكيد -في موضوع مواصفات الزوج- يفترض أن يتوجه إلى اللوحة، لا إلى الإطار، فالشروط التي يفترض أن نؤكد عليها في الخاطب، الذي نقبل به، هي ما يتصل بالحياة الزوجية، بشكل مباشر، وهو ما أكد عليه الحديث الشريف: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، أو أمانته، فزوجوه».

وأظن أن الإنسان حين يكون ذا خلق جميل، وعقلا ناضجا، ومحافظة على الصلاة، فهو مشتمل على صفات الزوج المعقول والمقبول، حتى لو كان لديه لون من التقصير في الجوانب الظاهرية، وهو حتماً سيكون أفضل من شخص قد يبدو على مظهره الإلتزام، لكنه قد يكون مشتملاً على صفة خلقية غير مرضية، كسرعة الإنفعال، أو التكبر والعناد، وهي صفات تولد من رحم ضعف العقل!

ولاشك أنه حين يجتمع جمال الظاهر مع جمال الباطن سيكون الأمر في غاية الجمال!!

لكن كلمة ملتزم، التي ترددها الفتيات المستقيمات، في توصيف من يرضينه زوجاً، كأنها توحي بالتأكيد على المظهر الخارجي، وهو ما يجعلهن يسارعن برفض من يبدو عليه بعض التقصير في المظهر الخارجي، دون أدنى توقف.

إبنتي الكريمة: حين أستعيد توصيفك لنفسك وأخواتك وجمعكن الصفات الإيجابية الكثيرة، أستوحي أنكن قد وضعتن في أنفسكن مواصفات معينة لصورة الزوج الذي يفترض أن تقترنّ به، وهو أمر يوجد -كثيراً في- دنيا الفتيات، فإذا تقدم خاطب يختلف عن تلك الصورة، إنصب اهتمام الذهن على البحث عن ثغرة نُعذر في رده من أجلها، وحين يمضي قطار الوقت، وتركض جياد الزمن نفيق على فاجعة تقدم العمر، لنجد أنفسنا مضطرين للزواج من شخص لم يدر في أذهاننا أن نرتبط به، ولكن حالنا حال البائع الذي كان يغالي في سلعته، ثم فوجئ بقرب إنتهاء صلاحيتها، فراح يبيعها بنصف السعر، لكن نار المرارة والحسرة تكاد تحرق داخله!

وربما بدأنا نسبح في بحر الحيرة، هل نقبل بذلك الخاطب، وهو أقل مستوى بكثير ممن سبق وأن خطبنا، ولم نقبل به، أم إننا سنندم في المستقبل بسبب رده، فربما لا يأتينا غيره؟!!

وتلك المشاعر، التي قد تحملها الفتاة، في قبول زوج لا يدفعها لقبوله إلا خوفها من مضي قطار الوقت أكثر تلك المشاعر تلوّن -غالباً- تعاملها مع زوجها، وهو ما يعني أن حياتها الزوجية ستظل محفوفة بمخاطر الطلاق.

وأؤكد لك إبنتي الكريمة هنا أن أقدار الله كلها خير، وأن الزواج لون من الرزق، الذي كتبه الله للفتاة، وسيأتيها دونما تخلّف، في الوقت الذي قدره الله، ولقد وقفت على نماذج من الفتيات تأخر زواجهن بعض الوقت، لكن الله عوضهن بأزواج مناسبين جداً، وهو ما دعاني أن أؤكد للكثيرات أن يحذرن من أن يدفعهن تأخر زواجهن، وسهام النظرات الفضولية، إلى أن يرمين أنفسهن في بحيرة القبول من خطاب، قد تبدو شمس فشل الزواج منهم بازغة مع صباح الخطبة!. وكأن الزواج نسكاً تريد أولئك الفتيات أن يتحللن منه!

إبنتي الكريمة: أما فيما يتصل بأبناء عمك، فقد أشار والدك إلى أنهم يصلون ويصومون، وقد سألتم عنهم وقال الناس -حسب تعبيرك: إنهم يحافظون على الصلاة، وقضية السهر -ما لم يكن ذلك غالب أيامهم- أمرٌ قلّ من ينجو منه، وأنت عبّرت عن سهرهم، بقولك: ولكن قد يسهرون إلى الفجر وينامون ويذهب وقت الصلاة ويصلون عندما يستيقظوا، وكلمة قد توحي بالقلة والندرة، وأنت تعقبين على ذلك بقولك: وسألنا عنهم في العمل وقالوا إنهم أول من يذهب للصلاة وملتزمين بالعمل والحضور المبكر، ولا أدري ما صلة جارتهم بإبن عمك حتى يمكن تقويم روايتها، في شأن الشمة والخادمة!!

ولكن الأمر الذي يجب التوقف عنده كثيراً هو فتور أبناء عمك في علاقتهم معكم بمجرد الموافقة على الزواج، بالدرجة التي لم يُحضروا معها المهر، مع قرب موعد الزواج، وهذا يدفع إلى الشك بأن وراء الإلحاح المستمر من لدن أبناء عمك، ابناً إثر آخر، في خطبتكن، ليس هو مجرد الرغبة الطبيعية، أو الإعجاب بجملة صفاتكن!!

ولعل ما يؤكد ذلك إغضاء بني عمك عن فارق العمر، بينكن وبينهم، مع أن الفتيات يتحسسن، من مثل هذا الفارق، وحقّ لهن، لأن بعض الأزواج الحمقى، يظل يمنّ على الزوجة بكونه اقترن بها مع أنها أكبر منه. ولو كان الفارق سنة أو سنتين!

إبنتي الكريمة: أنت لم تذكري شيئاً عن المستويات الدراسية أو الوظيفية لابني عمك، ولم تشيري إلى المستوى المادي لوالدك، إذ قد يكون وراء هذا الزواج دوافع مادية، خاصة ورسالتك توحي أن لا أخ أكبر لك.

ومن جهة أخرى فربما إن أحداً ما أشار على بني عمك بالإنسحاب، بسبب فوارق العمر، أو غيرها، وبنو عمك قد لا يجرؤون على الإنسحاب الصريح، فبدئوا يمارسون هذه السلوكيات كنوع من الإستفزاز، ليدفعوكم إلى الانسحاب، فيكون من قِبَلِكم لا من قِبَلِهم!

ولذا فرأيي أن تصلّي وأختك صلاة الإستخارة، وتقرئي الدعاء الوارد، ثم تعلنوا الإنسحاب. فإن سبق في علم الله أن في الإرتباط بهم خيراً فسيأتي من الأمور ما يحول بينكم وبين الإنسحاب، وإن كان سبق في علم الله أن في الانسحاب خيراً مضت الأمور على خير.

أما قولك: نخاف أن نرفض ويكون هذا تأكيد لكلام الناس أن أبي لا يريد تزويجنا، فليس من العقل أن نغامر بحياتنا، ومستقبلنا، من أجل مخاوف متوقعة، بإتهامات في غير محلها، وليتك تجتهدين في طرد كوابيس التردد بالإستيقاظ على تجديد التوكل على الله، في نفسك، من جهة، وتذكر ما حباكن الله به من صفات إيجابية، من جهة أخرى، لتنبت أشجار الثقة والتفاؤل داخل نفسك.

كتب الله لكن الخير حيثما توجهتن، ورزقكن الأزواج الصالحين، الذين تقرّ أعينكن بهم.

المصدر: موقع المستشار.